"دون كيشوت".. متجر ياباني يحوّل التسوّق إلى مغامرة سياحية
"دون كيشوت".. متجر ياباني يحوّل التسوّق إلى مغامرة سياحية
في أحد متاجر سلسلة "دون كيشوت" الصاخبة وسط طوكيو، يتزاحم السائحون من مختلف الجنسيات على رفوف مكتظة بالبضائع غير التقليدية، من رقائق البطاطا ومستحضرات التجميل، إلى أجهزة منزلية وأزياء تنكرية، في رحلة تسوّق تتحوّل غالباً إلى مغامرة استكشاف غير متوقعة.
تأسست "دون كيشوت" في الثمانينات على يد تاكاو ياسودا، الذي استلهم روح المغامرة من شخصية "دون كيشوت" الشهيرة. بعكس تقاليد تجارة التجزئة اليابانية المنظمة، اعتمدت السلسلة نهجًا فوضويًا في ترتيب المنتجات وفتح الأبواب حتى وقت متأخر من الليل، وفق وكالة "فرانس برس".
ووفقًا لمدير خدمة الزبائن موتوكي هارا، فإن تجربة التسوق في "دونكي" تهدف إلى تحويل كل زيارة إلى "رحلة بحث عن الكنز"، حيث غالبًا ما يغادر الزبائن المتجر محملين بأشياء لم يخططوا لشرائها.
سحر السائحين وانخفاض الين
جذبت تجربة "التسوّق الممتع" أعداداً متزايدة من السائحين الأجانب، مدفوعة بتراجع قيمة الين والأسعار التنافسية.
وأعرب السائح الأمريكي غاريت براين عن دهشته، قائلاً إنه اشترى كمية ضخمة من الهدايا مقابل 70 دولاراً فقط، فيما شبّه البرازيلي برونو بوسي المتجر بـ"كل ما تريده في مكان واحد.. حتى لو لم تكن تحتاجه فعلاً".
وقد سجّلت المبيعات المعفاة من الضرائب ارتفاعاً ملحوظاً، وبلغت 812 مليون دولار خلال السنة المالية 2024، مع تصدر السائحين من كوريا الجنوبية والصين ودول جنوب شرق آسيا قائمة المتسوقين.
وتعتزم الشركة افتتاح متجرين جديدين مخصصين بالكامل للأجانب خلال العام المقبل.
ارتفاع الإيرادات وتكيّف سريع
ساهم تدفق الزبائن، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، في زيادة إيرادات سلسلة "دون كيشوت" بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي، لتبلغ 9 مليارات دولار.
ورغم المنافسة الشرسة من عمالقة التجزئة مثل "إيون" و"أمازون"، فإن "دونكي" تحافظ على تميزها من خلال نموذج عمل غير قابل للتقليد تقريباً، حسبما يقول بول كرافت، مؤسس شركة "جابان آي كيو" الاستشارية.
وتتكيّف السلسلة بمرونة مع التغيّرات الاقتصادية، إذ أصبحت وجهة مفضلة أيضاً لليابانيين الباحثين عن صفقات مغرية في ظل ارتفاع الأسعار.
وتقول كوروكي، إحدى الزبائن المحليين، إنها تزور المتجر مرتين أسبوعياً لأنه "أرخص من أي مكان آخر ويبيع ماركات معروفة".
نمو عالمي رغم التحديات
تمتلك "دون كيشوت" 501 فرعًا داخل اليابان، وتسعى للتوسّع عالميًا رغم التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية في أعقاب السياسات التجارية الأمريكية.
ومع ذلك، يظل مراقبون ككرافت على ثقة في قدرة الشركة على التكيّف السريع، خاصة بفضل منح متاجرها استقلالية كبيرة وحرية في اختيار البضائع.
وفي خضم عالم من التجارة الإلكترونية والخصومات المبرمجة، لا تزال "دون كيشوت" تثبت أن المفاجأة والمرح والفوضى المدروسة يمكن أن تشكل نموذجًا ناجحًا، وأن التسوّق قد يكون أكثر من مجرد عملية شراء، بل مغامرة كاملة بحد ذاتها.